مــــــــكــــون:الجغرافيا التدرب على معالجة ظاهرة اقتصادية باعتماد النهج
الجغرافي الدرس رقم 12
مقدمة:
يعتمد الجغرافي في دراسة الظواهر الاقتصادية على النهج الجغرافي
فما هي الظاهرة الاقتصادية؟ وماهو النهج الجغرافي؟
وكيف يمكن معالجة ظاهرة اقتصادية باعتماد النهج الجغرافي؟
I.
مفهوم
الظاهرة الاقتصادية والنهج الجغرافي:
1-
مفهوم الظاهرة الاقتصادية و عناصرها:
الظاهرة الاقتصادية: هي مجموع الأنشطة التي تترجم عملية انتاج و توزيع واستهلاك السلع
والخدمات بمختلف أصنافها وتكون قابلة للملاحظة والدراسة باستخدام المنهج الجغرافي.
تتنوع عناصر العملية الاقتصادية بين عمليات الإنتاج والتوزيع
والاستهلاك:
الإنتاج: يتنوع بين إنتاج السلع في قطاع الفلاحة (الحبوب والخضروات)،
وقطاع الصناعة (إنتاج الطاقة والمعادن والمواد الصناعية)، وإنتاج الخدمات كالتجارة
والسياحة.
التوزيع: يقوم على توزيع مختلف السلع والخدمات محليا ووطنيا ودوليا
بالاعتماد على مختلف طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية.
الاستهلاك: استهلاك واستعمال مختلف السلع والخدمات.
2-
مفهوم النهج الجغرافي وعملياته.
النهج الجغرافي: هو مجموعة من العمليات الفكرية التي يتم توظيفها في دراسة الظواهر
الاقتصادية من وصف وتفسير وتعميم
عمليات النهج الجغرافي
الوصف: عملية فكرية تهدف تقديم الظاهرة المدروسة، وتحديد مواصفاتها من حيث
الشكل والتوطين والحركة.
التفسير: عملية فكرية تهدف إلى تحديد الأسباب
والعوامل المتحكمة في الظاهرة المدروسة
التعميم: عملية فكرية تهدف إلى تقنين التفسير بمقارنة العوامل المتحكمة في
الظاهرة المدروسة بالتي حدثت في ظروف مشابهة.
II. تطبيق
خطوات النهج الجغرافي على ظاهرة إنتاج الحبوب ببعض الدول الإفريقية: (نيجيريا،
مصر، المغرب، تونس):
1. الوصف:
يتميز انتاج الحبوب في البلدان الاربعة موضوع الدراسة بالتفاوت، بحيث
نجد نيجيريا في المرتبة الأولى ب 22783 ألف طن، تليها مصر ب 21315ألف طن ، ثم المغرب ب 5331
ألف طن، وأخيرا تونس بإنتاج 1228
ألف طن، وباعتبار معدل إنتاج الحبوب بالبلدان الأربعة والذي 12664 ألف طن،
يمكن تصنيف البلدان إلى مجموعتين بعد احتساب المعدل (مجموع الإنتاج مقسوم على عدد
البلدان) فنحصل على مجموعتين:
بلدان يقل إنتاجها عن هذا المعدل 12664 وتضم كلا من تونس والمغرب،
وبلدان يفوق إنتاجها هذا المعدل وتضم كلا من مصر ونيجيريا.
و من خلال مقارنة المساحة الصالحة للزراعة بالمردودية بالقنطار في
الهكتار نجد أن: نيجيريا رغم توفرها على أكبر مساحة إلى أنها تأتي في المرتبة
4 من حيت المردودية بينما مصر تحتل
المرتبة 1 في المردود رغم أنها 3 من حيت المساحة. ورغم احتلال تونس المرتبة 4 في المساحة فهي 2 من حيت المردود أما المغرب
فهو 2 من حيت المساحة لكنه 3 من حيت المردود.
2. التفسير:
يمكن تفسير ضعف مردودية نيجيريا بضعف
استعمال الوسائل الحديثة في الزراعة ( الضعف التنموي) كما يمكن تفسير ارتفاع انتاج
مصر من الحبوب واحتلالها الرتبة الثانية إلى ارتفاع المردود في الهكتار. وذلك بسبب
توفر مصر على تربة خصبة على طول نهر النيل وفي الدلتا وو فرة المياه ( نهر النيل )
و (سد أسوان )واعتمادها على نظم المعلومات الجغرافية في الزراعة. زيادة على دعم
الدولة ( نموذج تنموي عربي)
نلاحظ أن كلا من تونس والمغرب ينتميان للمجموعة الأولى وهم متقاربون في رتب الانتاج والمردود مع
الفارق في المساحة لصالح المغرب .
و نفسر وضعية انتاج الحبوب بالمغرب وتونس بتركز مجاليهما الزراعيين في نطاق
المناخ المتوسطي المتميز بعدم انتظام التساقطات مما يؤثر على الانتاج.
3. التعميم:
يرتبط إنتاج الحبوب و ارتفاع المردودية بعوامل طبيعية كحجم الأراضي الصالحة
للزراعة و التربة الخصبة فكلما كان حجم الأراضي الزراعية كبيرا كلما كان الإنتاج
كبيرا كذلك، والعكس صحيح. إضافة إلى عوامل تنظيمية
كالاعتمادعلى التقنيات الحديتة التي تمكن من رفع الانتاج فيما يسمى المردودية .
وكل بلد تتوفر فيه هذه العوامل فيمكن تعميم عليه نفس هذه النتائج.
خاتمة:
لقد أصبحت دراسة الظواهر الاقتصادية
في المجال العالمي من أجل فهمها وتفسيرها
يتطلب اعتماد منهجية علمية من أساسياتها اعتماد النهج الجغرافي.
تعليقات
إرسال تعليق